احبابى وحبيباتى
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
حديثنا اليوم عن الحبيب فى كفالة عمه ابو طالب والذى كان يحبه حبا شديدا لا يحبه لأحد من
ولده فكان لا ينام إلا إلى جنبه وكان يخصه بأحسن الطعام وكان أبو طالب مقلا من المال
فكان عياله إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا وإذا أكل معهم النبي صلى الله عليه وسلم
شبعوا فكان أبو طالب إذا أراد أن يغديهم أو يعشيهم يقول لهم كما أنتم حتى يأتي ابني فيأتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهم فيفضلون من طعامهم وإن كان لبنا شرب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أولهم ثم تتناول العيال القعب أي القدح الذي من الخشب فيشربون منه
فيروون من عند آخرهم أي جميعهم من القعب الواحد وإن كان أحدهم ليشرب قعبا واحدا فيقول
أبو طالب إنك لمبارك و قالت أم أيمن ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جوعا قط
ولا عطشا لا في صغره ولا في كبره وكان صلى الله عليه وسلم يغد وإذا أصبح فيشرب من
ماء زمزم شربة فربما عرضنا عليه الغداء فيقول أنا شبعان
وعن أبي طالب قال كنت بذي المجاز أي وهو موضع على فرسخ من عرفة كان سوقا للجاهلية
مع ابن أخي يعني النبي صلى الله عليه وسلم فأدركني العطش فشكوت إليه فقلت يا ابن أخي قد
عطشت وما قلت له ذلك وأنا أرى عنده شيئا إلا الجزع أي لم يحملني على ذلك إلا الجزع وعدم
الصبر قال فثنى وركه أي نزل عن دابته ثم قال يا عم عطشت قلت نعم فأهوى بعقبه إلى الأرض
وفي رواية إلى صخرة فركضها برجله وقال شيئا فإذا أنا بالماء لم أر مثله فقال اشرب فشربت
حتى رويت فقال أرويت قلت نعم فركضها ثانية فعادت كما كانت