قالت آمنة لقد حملت به صلى الله عليه وسلم فما وجدت له مشقة حتى وضعته
وعنها أنها كانت تقول ما شعرت أي ما علمت بأني حملت به ولا وجدت له ثقلا
كما تجد النساء إلا أني أنكرت رفع حيضتي وأتاني آت أي من الملائكة وأنا بين
النائمة واليقظانة فقال هل شعرت بأنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها أي وفي
رواية بسيد الأنام أي اعلمي ذلك وأمهلني حتى دنت ولادتي أتاني فقال قولي إذا
ولدتيه أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمدا فإن إسمه في التوراة
والإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض وفي القرآن محمد وعن ابن
عباس رضي الله تعالى عنهما كان من دلالة حمل آمنة برسول الله صلى الله
عليه وسلم أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة أي التي حمل فيها برسول الله
صلى الله عليه وسلم وقالت حُمِل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة
ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا والله أعلم وعن كعب
الأحبار رضي الله تعالى عنه أن في صبيحة تلك الليلة أصبحت أصنام الدنيا
منكوسة أي ولعل ذلك كان من علامة حمل أمه به في الكتب القديمة وروى
الحاكم وصححه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول
الله أخبرنا عن نفسك فقال أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت
أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور وفي لفظ سراج وفي لفظ شهاب
أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام